نطلق اليوم السبت من عاصمة بلدية تامورت نعاج بولاية تكانت برنامج التسيير المستديم للمناطق الرطبة ضمن الفعاليات المخلدة لليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت شعار:" المناطق الرطبة والماء".
وألقت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مريم بكاي،كلمة بهذه المناسبة، بينت فيها ما تحتضنه البلاد من مناطق رطبة عديدة تقع أساسا في ولايات الحوضين ولعصابة ولبراكنة واترارزة وداخلت نواذيبو وتكانت.
وأضافت أن أربعة من هذه المواقع مصنفة ضمن مواقع رامسار، نظرا لأهميتها البيئية العالمية، وهي حظيرة آرغين ومحمية جاولينغ والمخزون الطبيعي ل" شتبول"، إضافة إلى المجموع المكون لبحيرة غابو والشبكات المائية لهضبة تكانت.
وقالت معالي الوزيرة، إن معظم هذه المناطق لا تتوفر على خطة للتهيئة والتسيير، كما أنها تعرف تدهورا حادا جراء التغير المناخي والنشاطات البشرية، نتيجة للاستغلال المفرط للموارد الطبيعية وتلوث المنظومات البيئية.
ونبهت إلى أن هذه المناطق تظل حيوية، حيث أنها علاوة على قيمتها البيئية، فهي تؤمن وظائف اجتماعية واقتصادية وثقافية جوهرية للسكان المحليين من خلال ما توفره البحيرات الجوفية للزراعة والتنمية الحيوانية واستغلال المنتجات الغابوية والسياحة وصيانة التنوع البيولوجي.
وأوضحت أنه بالنظر إلى ندرة الموارد المائية ، يتعين الحفاظ على المناطق الرطبة التي تقدم لنا الكثير من الخدمات التي تساعد في تحقيق أهداف التنميةالمستدامة، من خلال تخفيض مستوى الفقر والحفاظ على الصحة البشرية وتحسين الأمن الغذائي والمائي.
وأكدت أن قطاعها يعمل بالتعاون مع الفاعلين المحليين، على تنفيذ برنامج للمحافظة على مختلف الوظائف التي تؤديها هذه المنظومات البيئية عالية الإنتاج.
وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج يتمثل في تحسين الظروف المعيشية للسكان وفق مقاربة تشاركية للمحافظة على النظم الايكلولوجية.
وأضافت أن هذا البرنامج يتدخل بدعم من الصندوق العالمي للبيئة والاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة (Uicn) في المناطق الرطبة التي يقطنها حوالي 20 ألف مواطن وهي : محمودة في الحوض الشرقي وبوكاري في لعصابة وتامورت نعاج في تغانت) .
وبينت معالي الوزيرة، أنه بالتشاور التام مع الفاعلين المحليين والسكان المعنيين سيتم تنظيم دورات تكوينية متخصصة حول استراتيجيات استعادة هذه المناطق كيفية استغلال المصادر الطبيعية للمحافظة على النظم البيئية.
وأوضحت أنه سيتم توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة وبلدية تامورت انعاج من أجل ضمان استدامة التدخلات، كما أن المشروع سيدعم إنشاء رابطات محلية لتسيير الموارد الطبيعية ، مذكرة في هذا السياق أن المحافظة على البيئية تقع في صميم أهداف العمل الحكومي قائلة: " دعونا نعمل معا للمحافظة على المناطق الرطبة وتنوعها البيولوجي".
وبدوره رحب والي تكانت السيد المختار ولد حنده في كلمة باسم السكان بالوزيرة ووفدها المرافق ، مؤكدا أهمية صيانة وحماية الاستثمارات العمومية لضمان الاستفادة والديمومة في العطاء.
ومن جانبه شكر عمدة بلدية تامورت انعاج السيد أحمد ولد أحمد بده، فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على المشاريع الكبرى المنفذة بتعليماته في عموم التراب الوطني، وخاصة في بلدية تامورت انعاج والتي تشمل من بين أمور أخرى الصحة والتعليم والمياه والسدود والتجهيزات الزراعية التي استفاد منها المواطنون.
ومن جهة اخرى دعت النائب اليخيري بنت سيدي المختار الى ضرورة خلق مشاريع اقتصادية، خاصة لفئتي اللنساء والشباب،وذلك لضمان ديمومة العطاء التنموي والاقتصادي.
وفي ختام الحفل تابعت معالي الوزيرة مسرحيات وأناشيد لأشبال المدارس الإبتدائية في المدينة تعالج بتعابير مختلفة إشكالية التصحر وأهمية تضافر الجهود لحماية المناطق الرطبة وخلق بيئة سليمة، مبرزين فيها الدور الاقتصادي لهذه المناطق.
كما اطلعت الوزيرة على نماذج من إنتاج بعض التعاونيات من محاصيل زراعية وثمار بعض أشجار تامورت انعاج.
وزارت السيدة مريم بكاي، قرية الكوز وبعض المناطق الزراعية للتعرف ميدانيا على مدى حجم تهديد الرمال المتحركة للتجمعات السكنية والمزارع التقليدية.
جرى الحفل بحضور رئيس المجلس الجهوي لولاية تكانت والسلطات الإدارية والأمنية وبعض وجهاء المنطقة وممثلين عن شركاء قطاع البيئة وعدد من كبار المسؤولين بالوزارة.