تمتاز موريتانيا بمنظومات غابية ومناظر غنية وجد متنوعة. تغطي التشكيلات الغابية 9,1 مليون هكتار من مساحة البلد، وتتشكل أساسا من أنواع تنتمي لنطاق الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي، من نمط الغابات الجافة والصفانا والسهوب. ومنذ الثمانينيات، تتعرض هذه المنظومات البيئية لضغط بشري قوي، من خلال استغلال مفرط للشجر لتلبية حاجات الأسر من الحطب والفحم المستخدمين كطاقة منزلية. تنضاف إلى ذلك الحرائقُ الريفية التي تشكل الآفة الأولى في تدهور وإتلاف مراعينا الطبيعة، وتعد ضمن الكوارث التسع الكبرى التي يمكن توقعها في بلدنا. فالحرائق تتلف كل سنة من 000 50 إلى 000 200 هكتار من المراعي على مستوى الولايات السبع الزراعية الغابية الرعوية في البلد.
كانت موريتانيا إلى عهد قريب بلدا ثريا شيئا ما بوحوشها الكثيرة، إلا أنه على مرّ الزمن، وتحت تأثير الجفاف والضغط البشري، لم تعد توجد في موريتانيا حيوانات متوحشة بالمعنى الحقيقي للكلمة. ويتمثل أحد التحديات الرئيسية المطروحة على المصالح الغابية في غياب معطيات موثوق بها عن وضعية الحيوانات والطيور في البلد. فلم ينجز من قبلُ أي جرد وطني عن الحيوانات المتوحشة. ونظرا لذلك، ومنذ سنة 2011، قُصِرَتْ ممارسةُ القنص في موريتانيا على الصيد الرياضي للخنازير البرية، بهدف الحفاظ على التوازن البيئي وتخفيض الأضرار التي تسببها للزراعة.
يصيب التصحر قرابة 84,70 % من التراب الوطني، ويشكل كارثة طبيعية مدمرة، تشل الإنتاج الغذائي، وتسبب تضاؤل المراعي وتشويش السوق، وفي أقصى الحالات هلاك أرواح بشرية وحيوانية. ويمكن أيضا أن يؤدي إلى تزايد الهجرات السكانية من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية. الأمر الذي يسبب ضغطا على الإنتاج الغذائي الضعيف سلفا.